اليبو (؟)[عند مرسى علي]«١» . ويذكر أنّها مثلّثة الشكل. [وقال بعضهم: لا أدري جزيرة في البحر أكثر منها بلادا ولا عمارة أقطار. فالثلث الشرقي منها من مسينى إلى جزيرة الأديب مائتا ميل، ومن جزيرة الأديب إلى طرابنش أربعمائة ميل وخمسون ميلا، وهو الوجه الجنوبي، والوجه الثالث من طرابنش إلى الحراش اثنان وخمسون ميلا]«٢» . وهي كثيرة الزرع والضرع والفواكه. وبلرمه قاعدتها في شمال الجزيرة على سبع ليال من المجاز.
٨١٣ وبجزيرة صقلّية البركان العظيم الّذي لا يعلم في العالم أشنع منظرا منه ولا أغرب جبلا، وهو في جزيرتين شمالا من هذه الجزيرة، وإذا هبّت الريح الجوفية سمع له دوي هائل كالرعد القاصف. وكان قوفوريوش الفيلسوف قد شخص من مدينة صور إلى صقلّية لينظر إلى البركان ويعاين فعل الطبيعة هناك ويخبر عنه وعن العاقبة بقول واضح، فمات بها وقبره معروف، وقبر جالينوس أيضا هناك معلوم، وكان قد شخص من مدينة رومة يريد الشام ليلقى أصحاب عيسى عليه السلام.
٨١٤ وبصقلّية [مياه حامضة وبها] معدن الكبريت الأصفر [الّذي لا يوجد بموضع مثله، وهو بجزيرة البركان، وله قطّاعون عاملون بتناول ذلك قد تمرّطت شعورهم وتصلّبت أظفارهم. ويذكرون أنّهم يجدونه في بعض الأزمنة سيّالا متميّعا فيجدون له في الأرض مواضع يجتمع فيها. ثمّ يجدونه في غير ذلك الأوان قد تحجر وحمض فيقطعونه بالمعاول]«٣» . وبجزيرة صقلّية