(تشبهها، وقيل ما يشبهها)«١» إلّا الفيوم وحدها، وكانت أكثر فاكهة ورياحين من الأصناف الغريبة.
٨٥٧ ومعنى الفيوم ألف يوم لأنّ «٢» أوّل من نزلها جارية من الروم اسمها «٣» ألف يوم. وكان الماء منحدرا إلى قرى موضع «٤» البحيرة صيفا وشتاء يسقون منه متى شاؤوا، وفضلة الماء تصبّ في البحر في الموضع المعروف بالأشتوم. وكان فيما بين العريش وقبرس طريق مسلوكة «٥» في اليبس، وبينها وبين قبرس اليوم مسير طويل في البحر. فلمّا مضى من ملك دقلطيانس «٦» مائتان وإحدى وثلاثون «٧» سنة، وذلك قبل استفتاح مصر بمائة «٨» سنة، طغى الماء من البحر وزاد فأغرق القرى الّتي كانت في موضع «٩» البحيرة، وآثارها كان منها في البقاع باقية قد أحاط بها الماء. (والأكوام الّتي بتنّيس الّتي يسمّونها بأبي الكوم)«١٠» إنّما هي قبور أهل «١١» تلك القرى، وهي تلال «١٢» منضدة بالناس من صغير وكبير وذكر وأنثى كالجبال.
٨٥٨ قال: وعند هذه الزيادة الّتي ذكرتها «١٣» من طغيان البحر علا الماء على القنطرة الّتي كانت بين الأندلس (وبين الموضع الّذي يسمّى الخضراء، وهو قريب من فاس المغرب وطنجة، وهي قنطرة فاس، وهي قنطرة مبنيّة