للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٧٤ وقد قيل إنّ (أمّة من الأوّل دلّتها) «١» أحكام النجوم أنّ طوفانا (سيكون على الأرض) «٢» ولم يقطعوا عليه أهو نار أو ماء أو سيف، فخافت على دثور العلم وذهابه، فبنت برابي في حجارة ورسمت فيها العلوم وبرابي طين وقالت: إن كان الطوفان ماء بقيت الحجارة، فإن كان نارا ستحجر الطين، وإن كان سيفا بقي النوعان. وهذا (على زعم من رأى) «٣» أنّ بناءها كان قبل الطوفان. وقال بعض من زعم أنّ علّة هذه البرابي (؟) ورأى أن ذلك كان بعد الطوفان الّذي كانوا يرتقبونه ولم يعيّنوه. وقيل إنه كان سيفا أتى على جميع أهل مصر من ملك غشيهم «٤» . وقيل: (وباء عمّهم) «٥» بتلال تنّيس ودمياط المتقدّم ذكرها منهم، وما يوجد في بلاد مصر وصعيدها من النواويس والكهوف المملوءة رمما والبرابي الموصوفة بربى الصعيد وبربى أخميم وبربى بلاد سمنّود.

٨٧٥ ثمّ تعاقب بعد دلوكة العجوز في ملك «٦» مصر الفراعنة نحو ثلاثمائة سنة من ملك دلوكة إلى استيلاء بخت نصر عليها، منهم فرعون الأعرج الذي غزا بني إسرائيل وخرّب بيت المقدس إلى أن سار إليهم بخت نصر على ما قدّمناه، فخرّب أرضها وقتل رجالها. واستولى عليها بعد ذلك الروم، فتنصّر أهلها إلى أن ملك كسرى أنو شروان، فغلبهم وملكهم «٧» نحوا من عشر سنين. ثمّ جرت بين الروم وفارس حروب تكافؤوا فيها، فكان أهل مصر يؤدّون عن بلادهم خراجين: خراجا إلى الروم وخراجا إلى فارس. ثمّ ظهرت الروم

<<  <  ج: ص:  >  >>