شديد «١» لا يدرى ما هو، ووجدوا عنده شبيها بالمطهرة الكبيرة فيها دنانير «٢» عليها صورة أسد من وجه وصورة طير من وجه «٣» . فأخذ بعضهم منها شيئا «٤» ، فلم يقدر على حركة ولا كلام حتّى طرحها من يده.
٩٠٤ وكلّما فسد من هذه الأفرونيات وتهدّم وتغيّر مثل بربى بوصير وبربى سمنّود وغيرهما من الهياكل يتركهم الاستقصاء في أخذ الطالع وصحّته قبل وضع الأساس. وكذلك ما بقي منها فلقرب الطالع من الصحّة لأنّ الّذين بنوا هذه البرابي كانوا على بعد من الملك «٥» ولم يكونوا بحضرته «٦» ، فيتقنون النظر كما اتّفق في «٧» عمل الأهرام. وهم لا يشكّون أنّهم لمّا هدموا بربى سمنّود فحملوا حجارته إلى أشتوم دمياط ووهبوا بقيته لبني الهندس أنّ اليوم الّذي فرغ من هدم الحائط الغربي دخل حباسه الإسكندرية وخربها وكثرت الرمال حتّى انقطع البحر في شهور الصيف وقلّ زكاء الزرع وكثر الفأر والجراد وأشياء من الفساد (كثيرة.
٩٠٥ ويتحدّث أهل سمنّود عن هذا البربى بعجائب كثيرة) «٨» يطول شرحها، منها أنّ بعض من دخلها كتب على كتفه «٩» صورة من تلك الصور أعجبته، فانطبقت عينه حتّى أتاه من كتب على كتفه «١٠» الصورة المحاذية لها فانفتحت عينه. قال الوصيفي: وأخبرني من أثق به أنّه رأى فيها صورة شيطانين تحوط بهما سلسلة بكتابة، وهما يمسكان طرفيها وبينهما كتابة. (فأخذ