٩١٨ وعمل قلعة «١» الفضّة الّتي في البحر الأسود، وذكر ذلك أليوس الكاهن في سفر ملوكهم. ورمز على كلّ «٢» صنم هناك: أنا مصرام الجبّار ومدوّخ»
الأشرار وجامع الأخيار وكاشف الأسرار والعالم القهّار، عرفت حقائق الأشياء وقدرت على تشتيت «٤» العقاقير ووضعت الطلسمات الصادقة والصور الناطقة وأظهرت الحكمة العجيبة وكشفت الأمور الغريبة ونصبت الأعلام الهائلة على البحار السائلة وأقمت أصنام القرابين من عظام التّنانين ليعلم من بعدي أنّه لا ملك مثلي. وعمل في برسان شجرة يؤكل منها كلّ فاكهة وقبّة من زجاج أحمر على رأسها صنم يدور مع الشمس، ووكل بأقرانها «٥» شياطين إذا اختلط الظلام نادى كلّ شيطان منها في الناحية الّتي تليه: لا يخرج أحد من منزله حتّى يصبح، وإلّا هلك. وهو أوّل من عمل له الحمّام وركب الوحوش الصعبة وأحبّ الناس أن ينظروا إليه بعد هذه المدّة «٦» ، فاجتمعوا إلى اللهون ورغبوا إليه أن يسأله ذلك، ففعل فأمر مناديا أن ينادي في الناس وأن يوجّه «٧» إلى جميع النواحي في حشرهم «٨» وجمعهم. فلمّا حضروا جلس لهم في مجلس عال قد زيّنه بأصناف الزينة وظهر لهم في صورة هالتهم، وملأت قلوبهم رعبا، فخرّوا له «٩» على وجوههم ودعوا وشكروا إيّاه «١٠» . ومات ولم يعقب.
٩١٩ وبمصرام هذا سمّيت مصر لمّا دعا الناس إلى عبادته بعد الآلهة الّتي كان يتعبّد لها، وعلى ذلك سمّي مصريم «١١» بن بيصر «١٢» بن حام، وكان اسم مصر قبل ذلك أمسوس «١٣» ، وقيل إنّ اسمها كان مقدونية، وقيل إنّ اسمها كان في