في جرن من حجارة وينصب في الهيكل وينصب تمثاله عليه، ويكون ذلك وزحل في شرفه والشمس مسعودة تنظر إليه من تثليث والقمر زائد، وتنقش على التمثال علامات الكواكب السبعة، ففعلوا ذلك «١» . وعملت صورة الثور من ذهب وكلّلت بأصناف الجواهر وصنعوا سائر «٢» ما أمرهم به في الوقت الذي حدّه لهم. فكانت تلك الصورة تخبرهم بالعجائب وما يحدث وقتا وقتا وتجيبهم عن جميع ما يسألونه، وعظم أمر ذلك التمثال ونذرت له النذور وقربت له القرابين وقصده الناس من الآفاق، وكان يخبرهم بما يريدون.
٩٥٤ وبنى في صحراء الغرب مدينة يقال لها ديماس، وقد جاز بها قوم ضلّوا الطريق، فسمعوا بها عزيف الجنّ. ورأوا ضوء نيرانهم. وأقام مناوش ملكا تسعا وثلاثين سنة وعهد إلى ابنه مرنيش، وكان مضعفا لم يعمل في وقته أعجوبة، وبقي ملكا احدى عشرة سنة.
٩٥٥ وانتقل الملك إلى أشمون بن قفطيم أخي قفطويم، وكان ينزل الأشمونين «٣» سمّاها باسمه، وكان طولها اثني عشر ميلا في مثلها، ونقل إليها أهله وولده.
وهو اتّخذ الملاعب بأنصنا، وبنى البهنسا وغيرها من المدن وأكثر فيها «٤» من العجائب. والقبط تقول إنه أكثر ملوكهم أعجوبة وسحرا وأطول ملوكهم مدّة، ملك ثمانمائة سنة (وثلاثين سنة)«٥» ، وانتزع قوم عاد الملك منه بعد ستمائة سنة «٦»(من ملكه)«٧» ، فاستوبؤوا «٨» بلده وانتقلوا الى الدثنية من