مصر يعرف بابن داود، يغلّ رمانها وموزها في العام خمسة عشر الف مثقال، وأشجار رمانهم تطعم من سنتها وتزداد نماء وفائدة الى العام الرابع، ثم تذوي وتيبس، وهناك كانت ضيعة الليث بن سعد رحمه الله.
١٠٤٧ قال قتيبة بن سعيد: سمعت «١» الليث بن سعد يقول: يدخل علّي (في كلّ سنة)«٢» خمسون ألف دينار «٣»(ما وجبت عليّ زكاة قطّ)«٤» . وكان أجود الناس لا يبقي شيئا يزكّيه. وتسير من مدينة رشيد إلى مصبّ النيل في البحر، وهو موضع مخوف على السفن لأنّ أمواج البحر تعظم «٥» هناك مع قوّة جريان النيل، فيثير ذلك أكوام رمال تحت الماء، فربّما حمل شدّة «٦» جريان الماء «٧» السفن إلى تلك الرمال فهلكت، ثمّ تسير السفن من هذا الموضع في البحر مسيرة يوم أو أقلّ إلى الإسكندرية.
١٠٤٨ (فأمّا الطريق من مدينة رشيد إلى الإسكندرية)«٨» على البرّ «٩» تسير منها نحو ثلاثة أميال إلى الغرب في رمال، ثمّ تفضي إلى فوهة بحيرة قد دخلت في البرّ أميالا كثيرة فتخوض الدوابّ الماء حتّى تقطع «١٠» تلك البحيرة نحو نصف ميل بعلامات «١١» قد وضعت في البحيرة، فإذا حادت دابّة «١٢» عن تلك العلامات سقطت في بحر بعيد القعر فهلكت وهلك ما عليها من المتاع أو فسد إلّا إن تدورك وخلص. ويسمّى ذلك الموضع الأشتوم. فإذا عبروا تلك