الواحد لم يغيّر الزمان من ذلك شيئا، وارتفاع هذا المربّع ثلاثمائة ذراع وعشرون ذراعا بالذراع المعروفة. ثمّ ترك في أعلاه غلظ حائط «١» البناء وهو ثمانية أشبار ونحو عشر أذرع سوى ذلك الغلظ، ورفع على ما بقي من البناء «٢» بناء مثمّن الشكل «٣» طوله ثمانون ذراعا، ثمّ بني على هذا البناء المثمّن بعد أن ترك (غلظ حائطه)«٤» وهو أقلّ من غلظ الأسفل وثماني أذرع سوى ذلك الغلظ عليه بناء مربّع ارتفاعه خمسون ذراعا أو نحو هذا.
١٠٦١ وفي أعلى ذلك مسجد محكم البناء [ينسب لسليمان]«٥» ، وفي الناحية الشمالية من البناء المثمّن كتابة بالنحاس لم يفكّها أحد. وباب المنار من حديد [لا يعلم له عهد] يرقى إليه [من أسفل المنار] في علو ويصعد من أسفلها إلى (أعل بنائها الأوّل)«٦»[في طريق يمشي فيه] فارسان متواكبان في أرض سهلة، لا يكاد يعلم الراقي فيه هل (هو راق أو ماش)«٧»(في سواء من الأرض)«٨» . وفي كلّ عطف من هذا المصعد باب دار داخلها بيوت مربّعة سعة كلّ بيت من عشرين ذراعا إلى عشر أذرع، قد فتح لها مضاو «٩» متنفّسات للهواء [ولئلّا تهدّمها الرياح] . وعدد ما فيها من البيوت (ثلاثمائة وستّة وستّون بيتا)«١٠» ، وعطف مطالعها من أسفلها إلى أعلاها اثنان وسبعون عطفا، في كلّ عطف اثنتا عشرة درجة، وبيوتها كلّها آزاج معقودة، (وبناء المنار كلّه معقود)«١١» بخشب الساج، وعدد أبوابها الظاهرة من خارجها اثنان وعشرون بابا فتحت فيها لئلّا تهدمها الرياح.