١١٣١ وكان للقيروان في القديم سور طوب سعته «١» عشر أذرع بناه محمّد بن الأشعث بن عقبة الخزاعي سنة أربع وأربعين ومائة، وهو أوّل قائد دخل إفريقية للمسودّة. وكان في قبليّه باب سوى الأربعة وهو بين القبلة والمغرب، وبين القبلة والمشرق باب أبي الربيع، وفي شرقيّه باب عبد الله وباب نافع، وفي جوفيّه باب تونس، وفي غربيّه باب أصرم وباب سلم. فهدم هذا السور زيادة الله بن إبراهيم المعروف بالكبير (سنة تسع ومائتين لمّا قام عليه أهل القيروان مع المنصور المعروف بالطنبدي)«٢» . فلمّا انهزم «٣» عن القيروان يوم الأربعاء للنصف من جمادي الأولى من هذه السنة وخرج أهل القيروان إلى زيادة الله فرغبوا في العفو عنهم والصفح هدم سور القيروان عقوبة لهم. ثمّ بناه المعزّ بن باديس بن منصور الصنهاجي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ومبلغ «٤» تكسيره اثنان وعشرون ألف ذراع، وجعل السور ممّا يلي صبرة كالفصيل، حائطان متّصلان إلى مدينة صبرة وبينهما نحو نصف ميل. ولا سبيل لتاجر ولا وارد أن يدخل مدينة القيروان ما يجب عليه فيه المكس إلّا بعد جوازه على مدينة صبرة «٥» . وللمدينة اليوم أربعة عشر بابا منها المذكورة وباب النخل والباب الحديث، وللفصيل بابان وباب الطراز (والباب الحديث)«٦» وباب القلّالين وباب أبي الربيع «٧» وباب سحنون الفقيه.
١١٣٢ ومدينة صبرة متّصلة بالقيروان، بناها إسماعيل سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة واستوطنها وسمّاها المنصورية، وهي منزل الولاة إلى حين خرابها، ونقل إليها