للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٣٨ قال محمّد بن يوسف: إنّما سمّيت بهذا الاسم لأنّ أبا الخطّاب عبد الأعلى بن السمح المعافري القائم بدعوة الإباضية بأطرابلس لمّا نهض «١» إلى القيروان لقتال ورفجومة- وكانوا قد تغلّبوا عليها مع عاصم بن جميل- التقى بهم بموضع رقّادة وهي إذ ذاك منية، فقتلهم هناك قتلا ذريعا فسمّيت رقّادة لرقاد «٢» جثثهم بعضها فوق «٣» بعض.

١١٣٩ فأمّا مدينة القصر القديم «٤» فإنّ الّذي أسّسها إبراهيم بن الأغلب بن سالم سنة أربع وثمانين ومائة، وصارت دار أمراء بني الأغلب، وهي بقبلي مدينة القيروان وعلى ثلاثة أميال منها، بها جامع له صومعة مستديرة مبنية بالآجر والعمد سبع طبقات لم يبن أحكم منها ولا أحسن منظرا، وحمّامات كثيرة وفنادق وأسواق جمّة ومواجل للماء. وإذا قحطت القيروان وفقد الماء في مواجلها نقلوا «٥» الماء من مدينة القصر «٦» . وكان لها من الأبواب باب الرحمة قبلي وباب الحديد قبلي وباب غلبون شرقي وباب الريح شرقي وباب السعادة غربي يقابل المقبرة الكبيرة. وداخل المدينة رحبة كبيرة واسعة تعرف بالميدان. (ويجاور مدينة القصر بنية) «٧» تعرف بالرصافة. ولمّا أتى إبراهيم مدينة القصر وانتقل إليها خرب دار الإمارة الّتي كانت بالقيروان بقبلي الجامع منذ فتحت.

<<  <  ج: ص:  >  >>