يزيد بعضها على بعض شيئا. كلّ ساقية سعة شبرين في ارتفاع فتر يلزم كلّ من يسقي منها أربعة أقداس «١» مثقال في العام. (وقيل: يلزم كلّ من يسقي نهارا أربعة أسداس المثقال في العام)«٢» وبحساب ذلك في الأكثر والأقلّ، وهو أن يعمد الّذي يكون له دولة السقي إلى قدس في أسفله ثقبة «٣» بمقدار ما يسدّها وتر قوس الندّاف، فيملؤها بالماء ويعلقه ويسقي حائطه أو بستانه من تلك الجداول حتّى ينفد ماء القدس، ثمّ يملأوه ثانية. وهم قد علموا أنّ سقي اليوم الكامل هو مائة واثنان وتسعون قدسا «٤» .
١١٩١ ولا يعلم في بلد مثل أترجها جلالة وحلاوة، وبها الترنجبين والمخيطا والأملج.
وجباية قسطيلية مائتا ألف دينار. وأهلها يستطيبون لحم الكلاب ويسمّنونها في بساتينهم ويطعمونها التمر ويأكلونها. وأخبرني من ضاف «٥» منهم رجلا فأطعمه لحما استطابه «٦» واستحسنه، فسأله عنه فقال له: لحم جرو مسمّن.
١١٩٢ ولا يعرف وراء قسطيلية عمران ولا حيوان إلّا الفنك، إنّما هي رمال وأرضون سواخة، وهم يخبرون أنّ قوما منهم أرادوا معرفة ما وراء بلادهم، فاستعدّوا الأزواد وذهبوا في تلك الرمال أيّاما فلم يروا أثر العمران وهلك أكثرهم في تلك الرمال.