١٢٥٦ ومن بني زينى إلى حصن الفروس ميلان، وهو على قنّة «١» جبل على ضفّة البحر، ومنه إلى حصن الوردانية ميلان، وهو مثله على جبل بساحل البحر. ومن الوردانية إلى حصن هنين أربعة أميال، وهو على مرسى جيّد مقصود، وهو أكثر الحصون المتقدّمة الذكر بساتين وضروب ثمر يسكنها قبيلة تسمّى كومية. وبين هذا الحصن ومدينة ندرومة الجبل المعروف بتاجرة، ومسافة ما بين الحصن والمدينة ثلاثة عشر ميلا. ومدينة ندرومة هي في طرف جبل «٢» تاجرا، وغربيها وشماليها بسائط طيّبة ومزارع وبينها وبين البحر عشرة أميال. وساحلها وادي ماسين، وهو نهر كثير الثمار، وله مرسى مأمون وعليه حصنان ورباط حسن مقصود يتبرّك به، إذا سرق أحد فيه أو أتى بفاحشة لم تتأخر عقوبته، قد تعارفوا ذلك من بركته وحسن صنع «٣» الله فيه. ومدينة ندرومة مسوّرة جليلة لها نهر وبساتين وفيها من جميع الثمار، (ولها سور ومساجد وجامع)«٤» .
١٢٥٧ وبين مرسى ماسين وترنانا «٥» عشرة أميال، وهي مدينة مسوّرة (ولها أسواق ومساجد وجامع)«٦» وبساتين كثيرة وبينها وبين ندرومة ثمانية أميال.
ويسكن مدينة ترنانا «٧» فخذ من بني دمّر يسمّون بني يلول، وكان بها عبد الله الترناني «٨» بن إدريس بن محمّد بن سليمان بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي (بن أبي طالب رضي الله عنهم)«٩» . وعلى ساحل ترنانا حصن تونت «١٠» ، وهو حصن منيع على جبل منيف قد أحاط به البحر من