١٢٧٧ فهذا مسلك المراكب من مدينة أسلن «١» على التوالي إلى هذا الموضع. وقد بقي في أقاصي المغرب مراس نذكرها إن شاء الله حتّى نوصلها بأصيلى.
١٢٧٨ أخبر مؤمن بن يومر الهوّاري أنّ بجزيرة آوى مرسى مشتى على ضفة البحر، وهذه الجزيرة تمشي منها «٢» الرفاق مواجهة للمشرق شهرين مشي الإبل إلى مدينة نول، ومدينة نول آخر بلد الإسلام وأوّل العمران من الصحراء. وتسير السفن من ساحل نول إلى وادي السوس ثلاثة أيّام، ثمّ من وادي السوس إلى مرسى أمقدول، وهو مرسى مشتى مأمون وهو ساحل وادي السوس.
ثمّ إلى مرسى قوز، وهو رباط يعمّره الصالحون وهو ساحل أغمات، ثمّ إلى مرسى أسفى، ثمّ إلى البيضاء وهو رأس جبل داخل في البحر، ثمّ إلى جزيرة فضالة وهو ساحل بلد تاسمنى بلد برغواطة، ثمّ إلى مرسى ماريفن «٣» ، ثمّ إلى وادي سلى وهناك مدينة أوّلية آثارها قائمة تسمّى شلّة.
وفي ناحية الشرق من وادي سلى على البحر غار عظيم وفي أعلاه منافس كأفواه الآبار، وظهر الغار مزروع. ثمّ إلى وادي سبو، ثمّ إلى وادي سفدد، ولا يسكن في وادي سفدد أبيض اللون إلّا اعتلّ وقلّ ما يسلم من علّته، وإنّما يسكنه السودان. وإذا رأوا رجلا أبيض اللون قد دخل عندهم ينادي بعضهم بعضا: ميز ميز. ثمّ من وادي سفدد إلى حوض أصيلة، ثمّ على ما تقدّم.