حسن على غلام لعمّه فدعسه بحربة أثبتها في مكان المحجم، فأخبر عمّه بفعله، ثمّ شدّ على آخر فأصابه في ذلك الموضع، وقيل لأحمد أيضا، وضرب ثالثة فوافق ذلك الموضع. فقال أحمد: صار ابن أخي حجّاما.
فلزمه ذلك. ولذلك قال شاعر من شعرائهم [طويل] :
وسمّيت حجّاما ولست بحاجم ... ولكن لضرب في مكان المحاجم
١٣٥٦ وكان حسن الحجّام في آخر بلد المدالي يملك فاسا، فأوقع بموسى بن أبي العافية رجل من رؤساء البربر وقعة شنعاء لم يكن بالمغرب بعد دخول إدريس فيه أعظم منها أجلت «١» هزيمته له عن أزيد من ألفي قتيل، وقتل في جملتهم ابنا لموسى يسمّى منهل. فغدره على أثر ذلك بفاس حامد بن حمدان الهمداني ويعرف باللوزي نسب إلى قرية بإفريقية، فحبسه عند نفسه وأغلق أبواب المدينة دون عسكره، وذلك كان شأن أهل فاس لا يتركون «٢» عسكر رئيس يدخل مدينتهم. فلمّا صار في سجن حامد أرسل إلى موسى بن أبي العافية فأتاه ودخل فاسا وتغلّب على عدوة القرويّين وتغلّب بعد ذلك (على العدوة الأخرى. ثمّ جعل يلحف على حامد في قتل حسن الحجّام بابنه منهل، وحامد يدافعه عنه ويكره المجاهرة بقتله. فسمّه حامد وأخرجه على السور ليلا، فسقط عنه واندلقت ساقه «٣» ، وجاز)«٤» إلى عدوة الأندلسيّين فمات بها. وقتل موسى عبد الله بن ثعلبة بن محارب الأزدي وقتل معه ابنيه محمّد ويوسف وهرب ابنه محارب بن عبد الله، فلحق بقرطبة (وقيل بالمهدية)«٥» . وأراد أيضا قتل حامد بن حمدان الهمداني فهرب إلى المهدية.