١٣٨٤ وهي في سهلة من الأرض كان عليها سور مبني بالطوب، وداخلها قصبة وحولها أرباض من جميع جهاتها وعيون ملحة، وداخلها آبار عذبة وخمسة حمّامات أحدها ينسب إلى عمرو بن العاص وجامع من خمسة بلاطات على أعمدة حجارة أسّسها أبو العيش عيسى بن إدريس بن محمّد بن سليمان بن عبد الله بن حسن بن حسن سنة تسع وخمسين ومائتين، وكان لها بابان شرقيّان وثالث غربي ورابع جوفي، وحولها بسائط عريضة للزرع والضرع، وجبل ممالو «١» في قبليّها وفيه حصن بناه الحسن بن أبي العيش حواليه بساتين ومياه تطرد «٢» وبينه وبين المدينة أربعة أميال. ويتّصل بالحصن في (أسفل الجبل)«٣» شعاري أشبة لا تسلك. وحول جراوة عدّة قرى لقبائل (من البربر)«٤» مطغرة وبني يفرن وودانة ويغمر الجبل وبني راسين وبني باداسن «٥» وبني وريمش «٦» وغيرهم. وكان لأبي العيش ومن خلفه مدينة تلمسان أيضا وما والاها. وأسر ابن ابنه الحسن في الحصن المذكور البوري بن موسى بن أبي العافية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وكان قد انتقل إلى الحصن من جراوة بأهله وماله وولده، وفي ذلك يقول بكر بن حمّاد في شعر طويل [كامل] :
سائل زواغة عن فعال سيوفه ... ورماحه في العارض المتهلّل
وديار نفزة كيف داس حريمها ... والخيل تمرغ بالوشيج الذبّل
غشي مغيلة بالسيوف مذلّة ... وسقى جراوة من نقيع الحنضل