لا يسكنها غريب، وبينهما ثمانية أميال. ولها نهر لطيف جريته من القبلة إلى الجوف ماؤه زعاق يقال له تاقيروت. وحولها بساتين ونخل كثير، وهو بلد واسع يسكنه قبائل مصمودة في قصور وديار «١»
وأشجار، وهو راخي الأسعار كثير الخير يحمل إليه من مدينة نفيس تفاح جليل يباع منه وقر بغل «٢»
بنصف درهم، إلّا أنّه وخم الهواء ألوان سكّانه مصفرّة كثير العقارب القتّالة الّتي لا يداوى سليمها. وبها أسواق جامعة، فسوق أغمات وريكة يقوم الأحد بضروب السلع وأصناف المتاجر، يذبح فيها أكثر من مائة ثور وألف شاة وينفد جميع ذلك في ذلك اليوم.
١٤٠٩ وكانت إمرة أهل أغمات دولا بينهم يتولّى الرجل منهم «٣»
سنة ثمّ يديلونه «٤»
بآخر منهم عن تراض واتّفاق. كذلك ذكر محمّد بن يوسف القيرواني.
١٤١٠ وساحل أغمات رباط قوز على البحر المحيط، وفيه تنزل السفن من جميع البلاد ولا تخرج منه السفن صادرة إلّا في زمان الأمطار وتكدّر الهواء واغبرار الجو، فحينئذ تصدق لهم الرياح البرّية، فإن تمادى ذلك لهم سلموا، وإن أصحى الجو وصفا الهواء هبّت لهم الرياح البحرية من الغرب فيهيج عليهم البحر ويقذفهم في البراري، فقلّما يسلمون.