النبيذيّون «١» على الكيل الواحد منه خمسة عشر كيلا من ماء فحينئذ يأتي شرابا، وإن كان أقلّ من ذلك بقي حلوا، ولا ينحلّ إلّا في الماء الشديد الحرارة، ولونه لون الرماد «٢» . وتبايع أهل سوقه بالحلى المكسورة ونقار الفضّة، والدرهم المسكوك عندهم قليل، ومثاقيلهم (تعرف بالقزديرية لأنّ رجلا تولّى)«٣» سكّتهم يعرف بأبي الحسن القزديري. وبالسوس توفّي عبد الله بن إدريس وبها قبره.
١٤٢٨ وبقبلي إيجلى. وعلى ستّ مراحل منها مدينة تامدلت، أسّسها عبد الله بن إدريس بن إدريس، وهي سهلية عليها سور طوب وحجر وبها حمّامان وسوق عامرة ولها أربعة أبواب، وهي على نهر عنصره من جبل على عشرة أميال منها، وما بينهما بساتين، وعلى هذا النهر (أرحاء كثيرة، وأرضها أكرم أرض وأكثرها ريعا تعطى للحبّة مائة «٤» ، وبها معدن فضّة غزير كثير المادّة. وبشرقيّ تامدلت)«٥» مدينة درعة بينهما مسيرة ستّة أيّام «٦» . وتسير من تامدلت إلى وادي درعة ثلاث مراحل. ومنها (إلى أجرو ستّ)«٧» مراحل كلّها على مياه. ومنها إلى مرغاد مرحلة. ومنها إلى سجلماسة ستّة أميال.
١٤٢٩ وأهل السوس وأغمات أكثر الناس تكسّبا وأطلبهم لرزق يكلّفون نساءهم وصبيانهم التحرّف والتكسّب. وبأرض أغمات والسوس شجر الهلجان لا