١٤٣١ وكان رئيسهم محمّد المعروف بتارشنى «١» من أهل الفضل والخير «٢» والدين والحجّ والجهاد، وهلك بموضع يقال له قنقارة- وقيل كنكارة»
- من بلاد السودان، وهم قبيل من السودان بغربيّ مدينة بنكلابين «٤» ، وهي مدينة يسكنها جماعة من المسلمين يعرفون ببني وارث من صنهاجة. (وخلف بني لمتونة قبيلة من صنهاجة)«٥» تسمّى بني جدالة وهم يجاورون البحر وليس بينهم وبينه أحد.
١٤٣٢ وهذه القبائل هي الّتي قامت بعد الأربعين وأربعمائة بدعوة الحق وردّ المظالم وقطع جميع المغارم، وهم على السنّة ومتمسّكون بمذهب مالك بن أنس رضه، وكان الّذي نهج ذلك فيهم ودعا الناس إلى الرباط ودعوة الحقّ عبد الله بن ياسين. وذلك أنّ رئيسهم كان يحيى بن إبراهيم من بني جدالة وحجّ في بعض السنين ولقي في صدره عن حجّه الفقيه أبا عمران الفاسي، فسأله أبو عمران عن بلده وسيرته وما ينتحلونه من المذاهب، فلم يجد عنده علما بشيء إلّا أنّه رآه حريصا على التعلّم «٦» صحيح النيّة واليقين، فقال له: ما يمنعكم من تعلّم الشرع على وجهه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال له: لا يصل إلينا إلّا معلّمون لا ورع لهم «٧» ولا علم بالسنّة عندهم. ورغب إلى أبي عمران أن يرسل معه من تلاميذه من يثق بعلمه ودينه ليعلّمهم ويقيم أحكام الشريعة «٨» عندهم، فلم يجد أبو عمران فيمن رضيه من يجيبه إلى السير معه. فقال له أبو عمران: إنّي قد عدمت بالقيروان بغيتكم «٩» وإنّ