«١» . وكان القوم أصحاب إبل. فقال له زعيم من زعمائهم: إن كنت صادقا فأظهر لنا من هذه الصخرة ناقة سوداء عشراء ذات عرق وشعر ووبر. فأتى بهم هضبة، فلمّا رأته تمخّضت كما تمخض الحابل وانشقّت عن الناقة، ثم تلاها سقبها في نحو صفتها، فآمن كثير منهم وآمن زعيمهم جندع بن عمرو، فكان شربها يوما وكان شربهم يوما، فإذا كان يوم شربها حلبوا لبنا، فملؤوا كلّ إناء ووعاء.
١٠٣ وعاقر الناقة أحمر ثمود وهو قدار بن سالف، وكان أحمر أشقر أزرق سناطا «٢» قصيرا، والعاقر الآخر مصدع بن مهرج، واستغويا تسعة من قومهم وهم الذين أخبر الله عنهم في كتابه أنّهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون. وكانت لهما صاحبتان أغوتاهما- عنيزة «٣» وصدوق- بذلتا أنفسهما إن عقرا الناقة، فأتوها فضرب قدار «٤» عرقوبها بالسيف، وامتثل مصدع فعله في العرقوب الآخر واستهموا لحمها.
١٠٤ فلمّا عقرت خرجت ثمود تعتذر إلى صالح بأنّه عقرها فلان وفلان ولا ذنب لنا. فقال: انظروا هل تدركون فصيلها، فعسى أن يرفع عنكم العذاب.
ولمّا رأى الفصيل أمّه تضطرب صعد جبلا يقال له القارة «٥» ، فأوحى الله