١٤٧٧ وإذا سار السّائر من بلاد كوكو على شاطىء البحر غربا انتهى إلى مملكة يقال لها الدمدم «١» يأكلون من وقع إليهم، ولهم ملك كبير وملوك تحت يده، وفي بلدهم قلعة عظيمة عليها صنم في صورة امرأة يتألهون له ويحجّونه.
١٤٧٨ وبين تادمكّة ومدينة كوكو تسع مراحل، والعرب تسمّي أهلها البزركانيّين «٢» . وهي مدينتان مدينة للملك ومدينة للمسلمين، وملكهم يسمّى قندا. وزيّهم كزي السودان (من الملاحف وثياب الجلود وغير ذلك بقدر جدّة الإنسان منهم، وهم يعبدون الدكاكير كما يفعل السودان)«٣» .
ويضرب لجلوس الملك الطبل وترقص النساء السودانيات بالشعور الجثلة «٤» .
المسترسلة، ولا يتصرّف أحد منهم في مدينته حتّى يفرغ من طعامه ويقذف باقيه في النيل، فيجلبون عند ذلك ويصيحون فيعلم الناس أنّه قد فرغ من طعامه. وإذا ولي منهم ملك دفع إليه خاتم وسيف ومصحف يزعمون أنّ أمير المؤمنين بعث بذلك إليهم. وملكهم مسلم لا يملّكون غير المسلمين، ويزعمون أنّهم إنّما سمّوا كوكو لأنّ الّذي يفهم «٥» من نغمة طبلهم ذاك، وكذلك أزور وهيروزويلة يفهم من نغمة طبلهم زويلة زويلة. وتجارة أهل بلد كوكو بالملح وهو نقدهم، والملح يحمل من بلاد البربر يقال لها توتك من معادن تحت الأرض إلى تادمكّة، ومن تادمكّة إلى كوكو. (وبين توتك)«٦» وتادمكّة ستّ مراحل.