كتاب المسالك والممالك للبكري

المجلد الثانى - ذكر بلاد إفرنجة - ج: 2 - ص: 914

الشامي بقبليّها والبحر المحيط بجوفيّها، وتتّصل ببلاد رومة أيضا [من ناحية القبلة وتتّصل أيضا] «١» من ناحية الجوف ببلاد الصقالبة بينهما شعراء ملتفّة مسيرة الأيّام الكثيرة، وتتّصل في الشرق أيضا بالصقالبة وتتّصل في الغرب بالبشكنس «٢» ، وتتّصل أيضا ببلاد بيورة «٣» وهم الّذين يعرفون بالأمانيش «٤» ولهم كلام غير كلام الإفرنج.

١٥٣٢ وتتمادى [أعمال] إفرنجة في الطول والعرض مسيرة شهرين في شهرين مع غيرها من القبائل، ويحجز بين بلاد إفرنجة وبلاد الصقالبة في الجوف والشرق الجبل المعترض بين البحرين. فيتمادى بلد الإفرنج مع ساحل البحر القبلي الشامي حتّى يلزق «٥» بجزيرة رومة وبلد لنقبرذية «٦» . ويتمادى مع الجبل المعترض في الجوف إلى البحر المحيط. ويتّصل بالصقالبة بلاد المجوس المعروفين بالأنقلش. وسيوف إفرنجة تفوق سيوف الهند.

[ومنها يرد الرقيق من بلاد الصقالبة، ولا يكاد يرى ببلاد إفرنجة زمن ولا ذو عاهة. والزنا في غير ذوات الأزواج عند الإفرنج غير منكر، وإذا حلف أميرهم أو كبيرهم حانثا استهانوه ولم يزالوا يعيّرونه بذلك. وأبناء الأشراف عندهم يسترضعونهم في الأباعد ولا يعرف الابن أبويه حتّى يعقل، وإذا عقل ردّ إليهما فيراهما كالسيّدين ويكون لهما كالعبد. وكانت مملكتهم مجتمعة وأمرهم ملتئما حتّى ثار على رجل من ملوكهم يسمّى قارله قومس مع ملك يقال له رودبيرت، وذلك في عهد الإمام عبد الله، فحشد له قارله وزحف بعضهما إلى بعض فقتله قارله وأسر أصحاب رودبيرت قارله فمكث أسيرا أربعة أعوام، ثمّ هلك بأيديهم فافترق ملكهم واقتسم] «٧» .