قال: وكان العيص فيما ذكر يسمّى آدم لأدمته، ولذلك سمّي ولده بنو الأصفر. وكان الروم رجلا أصفر في بياض ولذلك سمّي ولده بنو الأصفر.
١٢٣ فكان أكثر دعاء إسحاق ليعقوب وظهرت البركة له بدعائه، فغاض ذلك العيص وتوعّد يعقوب بالقتل، فخرج هاربا إلى خاله ببابل، فكثر جزع يعقوب من أخيه العيص فأمّنه الله عزّ وجلّ من ذلك. وكان ليعقوب خمسة آلاف وخمسمائة من الغنم، فساهم أخاه العيص فيها وأعطاه عشرها استكفافا لشرّه وخوفا من صولته بعد أن أمّنه الله منه. فعاقبه الله في ولده لمخالفته لوعده، وأوحى الله إليه: لم تطمئن إلى قولي، لأجعلنّ ولد العيص يملكون ولدك خمسمائة وخمسين سنة، وهو عدد ما أعطى العيص من غنمه، فكانت المدّة مذ أخربت الروم بيت المقدس واستعبدت بني إسرائيل إلى فتح عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بيت المقدس.
١٢٤ ولم يزل يعقوب يتألّف أخاه العيص «١» حتّى ترك له البلاد وعبر إلى الروم، فأوطنها فصار الملك من ولده وهم اليونانية فيما يزعمون.
١٢٥ وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة «٢» ودفن مع أبيه إبراهيم، وقد كفّ بصره.
وأمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيّين وأمره أن ينكح من