للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به الظن، والقطع، وأيضا معنى المعرفة.

الثاني - المعرفة غالبًا تقال في المحسوس، والعلم يكون غالبًا في المعقول:

قال في الشرح (ص/٢٦): (المعرفة غالبًا تقال في المحسوس، والعلم يكون غالبًا في المعقول. فتقول: عرفت فلانًا، يعني: عرفت أن هذا هو فلان بن فلان. وتقول:

علمت حكم الوضوء، وهذا في الأشياء المعقولة المعنوية).

وهذا التفريق لا يساعد الشيخ على اختياره في تعريف الفقه بأنه معرفة الأحكام ... ، والأولى بناء على تفريقه هذا أن يعرف الفقه بأنه: العلم بالأحكام ....

وقال أبو حيان التوحيدي (١) في المقابسات: في المقابسة السبعون (ص/٢٧٢): (وسألته عن الفرق بين المعرفة والعلم؟ فقال: المعرفة أخص بالمحسوسات والمعاني الجزئية: والعلم أخص بالمعقولات والمعاني الكلية).

الثالث - المعرفة انكشاف بعد لُبْس:

قال في الشرح (ص/٢٦): (قالوا: المعرفة انكشاف بعد لُبْس، أي بعد خفاء، تقول مثلا: تأملت هذا الشيء حتى عرفته).

قال ابن النجار في " شرح الكوكب" (١/ ٦٥): ("وهي" أي المعرفة "من حيث إنها علم مستحدث، أو انكشاف بعد لبس أخص منه" أي من العلم؛ لأنه يشمل غير

المستحدث. وهو علم الله تعالى. ويشمل المستحدث، وهو علم العباد ") (٢).

وقد بين المرداوي الفرق بين كونها علم مستحدث، وبعد لبس فقال في "التحبير" (١/ ٢٤٤): (وقوله: فهي علم مستحدث. هذا أصل وضعها في الغالب، وقيل: انكشاف بعد لبس، فهو قريب من الذي قبله، إلا أن الأول لم يكن حصل فيه لبس، بل استحدث من غير لبس).

وبناء على هذا الفرق فإننا إن قلنا أن الفقه هو المعرفة فحتى لا يدخل علم الله، وإن عرفناه بأنه العلم فيكون كالجنس، وما بعده كالفصل ليخرج علم الله، وسوف


(١) وقد اتهم بالزندقة فليحذر منه.
(٢) انظر أصول الفقه لابن مفلح (١/ ٢٤).

<<  <   >  >>