الوجه الأول: أن ملازمة العباس للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومداومته عليها كانت معلومة للناس بمكة قبل الهجرة، فقد كان من لا يعرف شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العرب، ولم يسبق له أن رآه، ويعرف عمه العباس فإنه يدل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه الرجل الذي يجلس مع العباس بن عبد المطلب.
* * *
[(قدوم البراء وكعب ابن مالك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم)]
ومن أمثلة ذلك ما روى ابن سيد الناس في عيون الأثر، وابن كثير في البداية والنهاية من أن البراء بن معرور، وكعب بن مالك الأنصاريين رضي الله عنهما قدما مكة عام بيعة العقبة الكبرى - وكانا قد أسلما في المدينة على يد مصعب ابن عمير - رضي الله عنه - فذهبا يسألان أهل مكة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكونا يعرفانه ولا سبق لهما أن رأياه فأخبرهما رجل من أهل مكة بأنه الرجل الذي يجلس مع العباس بن عبد المطلب في المسجد، قال البراء: " خرجنا في حجاج قومنا من المشركين. . حتى قدمنا مكة. . فخرجنا نسأل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك - فلقينا رجلاً من أهل مكة فسألناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا. فقال: هل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قال: