[(إشارة إلى اختلاف العلماء في بيان الإبهام بالمراد بالكتاب الذي سبق)]
أما الكتاب المذكور في قوله تعالى:(لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) فقد أدى إبهامه إلى اختلاف العلماء فيه على أقوال كثيرة أوصلها الشوكاني -في فتح القدير- إلى ستة أقوال، لعل أرجحها وأقربها إلى العقول وأولاها بالقبول هو: ألا يعذب الله أحداً إلا بعد أن يقدم إليه أمراً أو نهياً فيخالف ما قدمه الله إليه.
وهذا مروي عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما وعن مجاهد رحمه الله تعالى.
ثم بيّن الله تعالى ما كان مسطوراً في غيبه من إحلال الغنيمة وتطييبها لعباده المؤمنين من هذه الأمة -وهذا كان من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأنبياء كما ورد في الحديث الصحيح فيما رواه الإمامان البخاري ومسلم من قوله - صلى الله عليه وسلم - " وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي " فقال تعالى: تطيباً لنفوس أؤلئك المجاهدين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٩)).