ويدل لصحة هذا ما رواه البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال:" كانت زينب تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات " وما رواه مسلم من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " دخل عليها بغير إذن " حين نزل القرآن بتزويجه إياها.
* * *
[(الخير العام في كل من زواج زييد بن حارثة بزينب بنت جحش وطلاقه لها)]
وهكذا كان زواج زيد بزينب خيراً في أوله حين قضى ومحا الفوارق القائمة على التعالي بالأحساب والأنساب " وذلك أن الموالي تزوجت في قريش، وتزوج زيد بزينب، وتزوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير، وزوّج أبو حذيفة سالماً من هند بنت عتبة بن ربيعة وهو مولى لامرأة من الأنصار ".
وكان طلاق زيد لزينب خيراً كبيراً أيضاً حيث كان سبباً لإبطال عادة الجاهلية التي تمنع تزوج المتبني بمطلقة دعيه، أو أرملته.
وحينئذ يكون ما أخفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفسه وعوتب عليه هو استشعاره - صلى الله عليه وسلم - من تمكنه من إبطال عادة عدم صحة تزوج المتبني بمطلقة دعيه بمجيء زيد شاكياً زوجه زينب ويعرض طلاقها دون أن يكون له - صلى الله عليه وسلم - دخل قلبي سوى إرادة تحقيق ما أراده الله تعالى من زواجه بزوجة دعيه -التي قضى وطره منها- لرفع الحرج عن المؤمنين في التزوج بمطلقات الأدعياء.