للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاشيته على حاشية الخيالي على العقائد- بأنها " ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها ".

وليس بين التعريفين خلاف، إذ تعريفه في العقائد تعريف للعصمة بثمرتها ومآلها وغايتها، وتعريفه إياها في المقاصد بيان لحقيقة العصمة بخواصها كما قال السيلكوتي.

* * *

[اتفاق التعريفين في المآل والثمرة]

غير أن تعريف المقاصد ظاهر في أن العصمة أمر وجودي وتعريف العقائد ظاهر في أنَّهَا أمر عدمي، لكنه ليس عدماً مطلقاً وهو الذي يقابل الوجود المطلق فيتنافى معه، وإنما هو من قبيل العدم المقيد بقيد وجودي -وهو بقاء القدرة والاختيار- فلا ينافي الأمر الوجودي، ومن هنا لا تنافي بين التعريفين.

ثم استطرد السعد -في شرح العقائد- فقال: " وهذا معنى قولهم هى لطف من الله يحمله على فعل الخير ويزجره عن الشر مع بقاء الاختيار تحقيقاً للابتلاء ".

واللطف أمر وجودي، إذ هو مفسر بالتوفيق فلا يسلب اختيار العبد ولا يقيد قدرته، ومن ثم نقل السعد قول أبي منصور - رحمه الله - أن " العصمة لا تزيل المحنة ".

<<  <   >  >>