ابن عفان - رضي الله عنه - دعا بطهور فقال:" سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من أمرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ".
ولا شك أن هذا في الصغائر، وغير حقوق العباد.
* * *
[الأدلة من أقوال الصحابة والتابعبن على انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر]
وفي الآثار عن الصحابة - رضي الله عنه - ما يؤيد التفرقة بين الذنوب فجعل منها صغائر وكبائر، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: " لم نر مثل الذي بلغنا عن ربنا - عز وجل - ثم لم نخرج له عن كل أهل ومال أن تجاوز لنا عما دون الكبائر، فما لنا ولها، يقول الله:(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا). وذكره ابن كثير -في تفسيره- مرفوعاً عند البزار.
وعنه قال:" ما لكم والكبائر وقد وعدتم المغفرة فيما دون الكبائر "
وقد عددت بعض الآثار عن الصحابة رضوان الله عليهم الكبائر، فعن علي - رضي الله عنه - قال: " الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة، والسحر،