نحمد الله تعالى على فضله أن وفقنا لإتمام ما أردنا إظهاره فيما عرضنا من الآيات التي نصبت هذه الرسالة لدراستها، وتوجيه الأنظار إلى وجه الهدى فيها حفظاً لإيمان المؤمنين، وإنارة لسبيل الحق أمام المنصفين.
وبعد. . .
فقد ظهر لنا من دراستنا -في الباب الأول- لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن جمهور العلماء على القول بعصمة الأنبياء قبل النبوة، وبعدها من الكفر إجماعاً، وأنَّهم كذلك معصومون مأمونون فيما يبلغونه عن الله تعالى.
وأنهم معصومون من جميع كبائر الذنوب بعد النبوة إجماعاً، وما يخل بالمروءة من صغائرها ترجيحاً.
ثم عرضنا -في الباب الثاني- لبحث الاجتهاد، وبينا الأدلة الدالة على الإذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الاجتهاد فيما لم ينزل عليه به وحي. وذكرنا من الحوادث التطبيقية ما يؤكد هذه النصوص.
وبينا -في الباب الثالث- معنى العتاب، واستطردنا منه إلى بيان معنى الذنب، ووجه إسناده في بعض الآيات إلى ضمير خطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قسمنا العتاب -بحسب ما ظهر لنا من فهم الآيات- إلى ثلاثة أنواع هي: عتاب التوجيه، وعتاب التنبيه، وعتاب التحذير.
وذكرنا ما في كل من الآيات الكريمة، وبينا وجه دخول كل آية منها في نوعها.