أولاً - في أن الله تعالى نفى الإيمان بالله واليوم الآخر عن المستأذنين في التخلف والقعود عن الجهاد في سبيك الله بأموالهم وأنفسهم ووصمهم بارتياب القلوب، وأنهم متحيرون في أمرهم يوافقون المسلمين فيما يسهل عليهم من العبادات تغطية لما في قلوبهم من نفاق، ويلتمسون لأنفسهم الأعذار مما فيه مشقة عليهم أو إنفاق لأموالهم، قال تعالى (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥)).
* * *
[(ظهور عداوة المنافقين توجب منعهم من الخروج مع جيش المؤمنين)]
ومن كان كذلك فلا يؤتمن على السير مع عباد الله المجاهدين في سبيله ولا يمكن السماح له بالخروج مع جيش المسلمين لأنه عدو لله تعالى ولدينه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.
[(وجوه صواب إذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمنافقين بالقعود عن الخروج معه)]
وهذه الآية الكريمة دليل على أن نفس إذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم بالقعود صواب من وجوه:
الوجه الأول: أنه تعالى سجل عليهم ما كانوا يتسترون عليه من عدم عزيمتهم على الخروج بأنهم لم يعدوا العدة لهذا الخروج، وهو خروج لازم بمقتضى تصريح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغزوة، ذلك التصريح الذي يصور مشقات