وهذا السبب لا يكون إلا بعد السبب الأول المختص بصفاء منشأ خلقتهم الطاهر. وهو مشعر بما أشعر به السبب الأول في أن العصمة -بما أولاهم من الفضائل الخلقية والخُلقية- ثابتة لهم قبل النبوة.
(ج) والسبب الثالث: نصرهم وتثبيت أقدامهم وهذا إنما يكون بعد أن يبعثوا، ويكلفوا بما يوحى إليهم. وهو ظاهر في استمرار حفظ الله لهم أن ينالهم أعداؤهم بضرر يحول بينهم وبين أداء مقصد بعثتهم.
(د) السبب الرابع: إنزال السكينة عليهم، وحفظ قلوبهم وتوفيقهم وهو مرتبط بالسبب الثالث ونتيجة له، لأن الله تعالى إذا نصرهم على أعدائهم وثبت أقدامهم في المضي بتحقيق ما كلفوه من الوحي يستلزم اطمئنانهم وسكون نفوسهم وحفظ قلوبهم أن ينالها ما يتنافى مع ما كلفوه من تبليغ رسالات الله إلى من أرسلوا إليهم، وهذا إنما يكون بتوفيق الله ولطفه.
* * *
[تعريف الحافظ ابن حجر]
وقد أخذ الحافظ ابن حجز تعريف الراغب بشيء من التصرف فقال في الفتح:" وعصمة الله الأنبياء -على نبينا وعليهم الصلاة والسلام- حفظهم من النقائص، وتخصيصهم بالكمالات النفسية والنصرة والثبات في الأمور وإنزال السكينة عليهم ".