للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان رضاؤها بهذا الزواج لا يعبر عن رغبة قلبية وميل نفسي منها فاشتد لسانها على زيد وتعاظمت وافتخرت عليه بنسبها وحسبها مما جعل الحياة بينهما حياة لا استقرار فيها ولا سكون ولا مودة.

* * *

[(بدء التنافر بين قلبي زينب وزيد بن حارثة)]

قالت زينب رضى الله عنها وهي تقص خبرها مع زيد: " فأخذته بلساني فشكاني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ققال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أمسك عليك زوجك واتق الله. . ".

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ بدأ في نفسه الاستشعار بإبطال ما يترتب على إبطال بنوة الدعي -وأدى هذا الاستشعار إلى إبطال عادة التعالي والمفاخرة بالأنساب والأحساب ورد المؤمنين إلى التفاضل بالدين والتقوى- لا يزال يدور في نفسه ويقوى معه استشعاره بإبطال ما هو أقوى في جذوره الجاهلية من عادة التفاخر بالأنساب والأحساب وهو إبطال عدم صحة زواج المتبنِّي بزوجة دعيه بعد فراقه إياها.

فلما جاءه زيد يشكو إليه زوجه زينب واشتداد لسانها عليه وعدم طاقته الصبر على ما يلقى منها وعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطلقها فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أمسك عليك زوجك واتق الله " - أخذاً بما جُبل عليه - صلى الله عليه وسلم - من الرحمة والرأفة وتلبثاً لمعرفة ما عند زيد نحوها، وهل شكايته منها فورة غضبية لعلها تزول، أو تسكن وتهدأ بإحسان العشرة منها، أو أنها عزيمة لا تردد فيها ولا محيد عنها، وأن ثورة المصاعب في هذا الزواج وتصاعد النزاع بين زيد وزينب واشتعال نار الخلاف بينهما لن تهدأ - عرف عليه الصلاة والسلام أن عشرتهما لن يكتب لها الدوام ما احتفت بهذه المصاعب لعدم توافقهما في الحياة الزوجية لنفور زينب من زوجها زيد وكرهها

<<  <   >  >>