أما النوع الثاني من العتاب الإلهي لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو ما أطلقنا عليه (عتاب التنبيه) لأنه يختلف عن عتاب التوجيه في أن عتاب التنبيه يقصد به تنبيه المعاتب إلى عدم العود إلى الذي عوتب عليه لأنه لو لم ينبه لتكرر منه ذلك الأمر، وقد يؤدي به حال التكرار وعدم التنبيه عليه إلى ما هو فوقه.
* * *
[(الغرض من هذا النوع)]
أما عتاب التوجيه فيقصد به نقل المعاتب من حالة كان عليها إلى حالة أخرى، يراد له المصير إليها.
وفي حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت الحالة الأولى في طريق تبليغ الدعوة التهيب وضيق الذرع، فأريد نقله منها إلى حالة الدفع وقوة العزيمة في تبليغ الرسالة، أو نقله من حالة الدفع وشدة الحرص على هدايتهم إلى حالة الاعتدال والإقصار، والكف عن بعض ما يبلغه من جهد فوق طاقته تخفيفاً على نفسه الطاهرة مما يتحمله من شدة المشاق في تبليغ الرسالة مما قد يؤدي به -لو استمر فيه- إلى الإضرار بنفسه فيعوق الاستمرار في تبليغ الرسالة الخاتمة.
* * *
[(حصر آيات هذا النوع من العتاب)]
والآيات التي تدخل تحت هذا النوع الضابط -بحسب ما وصل إليه بحثنا- هي الآيات التالية: