قلنا: نعم -وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجراً- قال: فإذا دخلت المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس، قال: فدخلنا المسجد وإذا العباس جالس ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس معه، فسلمنا ثم جلسنا إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس:" هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ " قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك، قال:" كعب بن مالك " فوالله ما أنسى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الشاعر؟ " قال: نعم ".
* * *
[(حضور العباس بيعة العقبة الكبرى)]
ومما يؤيد ملازمة العباس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل الهجرة أيضاً -وهي بلا ريب ذات هدف سام أهم ما فيها حراسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أعدائه- أن العباس لم يترك رسول الله عليه الصلاة والسلام وحده حتى في هجوع الليل، وسكون الأرواح فيه فقد حضر العباس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة العقبة الكبرى التي تمت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الأنصار بعد أن مضى ثلث الليل كما جاءت الروايات بذلك، فقد كان العباس بن عبد الطلب أول متكلم في اجتماع الأنصار برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك الليلة فقال: " يا معشر
الخزرج. . إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه فهو في عزة من قومه، ومنعة في بلده. . فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما عملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده. . "