فلا حجة فيه لمن يتمسك بمدنية الآية لأنه كما " لا يخفى ليس بنص في المقصود كما قال الألوسي في تفسيره.
وهي رضي الله عنها تحدثت مرة أخرى عما رأته وشاهدته وكانت فيه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدليل رواية الإمام أحمد " وهي إلى جنبه ".
* * *
[(وثوق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعصمة الله له)]
ومما يؤيد القول بمكيتها ما كان يجابه الرسول - صلى الله عليه وسلم - به المشركين من شديد القول ومؤلم الزجر والإنذار، وبروزه وتعرفه لهم في ساعات استطارة الشر واستعار الغضب غير هائب ولا خائف منهم ذلاً ولا غلبة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لابنته زينب - رضي الله عنها - لما بكت عليه حين رأت إطباق المشركين على أذاه وتطاولهم عليه في مجمع من الناس بمكة في موسم حج من مواسمها فجاءته مذعورة تحمل إليه ماء وقد بدا نحرها من شدة الخوف عليه - مطمئناً إياها: " يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك غلبة ولا ذلاً " وفي عيون الأثر وسيرة ابن هشام " يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك ".
فهذا يدل بما لا مجال للريب فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان على يقين من عصمة الله تعالى له من جميع ما يكيدون ويدبرون.
* * *
ظهور القول بمكية (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
وأيضاً فإن القول بمدنية هذه الآية مع ما في أسلوبها من شدة الأمر بالتبليغ والتحريض عليه والتوعد على التقصير فيه يتنافى مع ما كان عليه