فهولاء نظروا في المعاصي بالنسبة للمعصيِّ بها وهو الله تعالى، ولذلك قال إمام الحرمين:" المرضي عندنا أن كل ذنب كبيرة إذ لا تراعى أقدار الذنوب حتى تضاف إلي المعصيِّ بها، فرب شيء يعد صغيرة بالإضافة إلى الأقران، ولو صور في حق ملك لكان كبيرة يضرب بها الرقاب ".
وكلام إمام الحرمين هذا يشعر بأن من الذنوب كبائر ومنها صغائر ولكنه لا يسمي الصغائر باسمها إجلالاً لحق المعصي بها.
ونسب القاضي عياض -في الشفاء والنووي في شرح مسلم والحافظ ابن حجر في الفتح- القول بهذا إلى طائفة من العلماء.
والقول بأن جميع الذنوب كبائر موافق لظاهر ما رواه الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال:" كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة "، ورواه عنه أيضاً من طريق آخر بلفظ " كل شيء عصي الله فيه فهو كبيرة ".
وقد توقف القرطبي في التسليم بصحة ذلك عن ابن عباس فقال: " ما أظنه يصح عن ابن عباس أن كل ما نهى الله - عز وجل - عنه كبيرة، لأنه مخالف