وحقد أعداء الله تعالى وأعداء رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من المستشرقين والمنصرين -المبشرين بزعمهم- الذين يقلدهم كثير من المسلمين اليوم، ويعجبون بكتاباتهم دون وعي لما تحمله من سموم.
وأرجو أن أكون قد وفقني الله تعالى لما قصدته من وضع الأمور في هذه الآيات الكريمة موضعها على ميزان الحق حباً في الله تعالى وفي رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحباً للحق، وتثبيتاً للمؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وقد سميت رسالتي هذه [أحادياث عتاب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فى ضوء العصمة والاجتهاد].
وإنما سميتها كذا لقيام العصمة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - وثبوت الإذن له بالاجتهاد، فيما لم ينزل عليه فيه وحي من الله تعالى، وهما يرفعان الحرج عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكيف جاء العتاب، وهو - صلى الله عليه وسلم - معصوم مأذون له في الاجتهاد؟
هذا ما ستوضحه أبواب هذه الرسالة، وبحوثها إن شاء الله تعالى.
وهي تتكون من خطبة، ومقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
أما الخطة ففيها الثناء على الله بما ألهمني مما هو أهله من الحمد والثناء، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما المقدمة فقد ذكرت فيها سبب اختياري لهذا الموضوع كما ذكرت آنفاً.
وأما الباب الأول ففي عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويشمل: