للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسواها (١).

(٤) إن استمرار الخطَّاب في السلك العسكري هذه المدة الطويلة أمر يثير العجب والدهشة، ذلك أن من يعرف واقع كثير من الجيوش العربية في ظل الأنظمة الاستعمارية أولاً والأنظمة العلمانية والحزبية ثانياً يقدّر مدى الصبر والمعاناة والمرارة التي عاناها ضابط ملتزم بإسلامه وعقيدته، مستقيم في سلوكه، معتز بدينه وتراثه، مثل الضابط محمود شيت خطاب مذ كان شاباً. ذلك أن القائمين على هذه الجيوش فرضوا على عناصرها الإلحاد، والهزء بالدين، والسخرية بالإسلام، واحتقار التديّن، كما فرضوا عليهم كافة ألوان الفساد والمحرمات من خمر وزنا و ... و ... وما نجى من ذلك إلا القليل، ومن كُشِف منهم على غير ذلك سُرِّح وأُبعد عن الجيش، واعتُبر خطراً على أمنه وأمن البلد!! ... حقيقة مؤلمة مبكية، لكنها الواقع!! يحدثنا اللواء الخطاب عن هذا الواقع المرّ، وهذه الحقيقة المفجعة فيقول -محدثاً عن نفسه وعن تجربته الشخصية-: (تتابعت أسئلة قائد السرية التي انتسبت إليها، في أول لقاء به وأول يوم رأيته وتعرفت إليه: هل تعاقر الخمر؟ هل تلعب الميسر؟ هل تغازل الغيد الحِسان؟).

(وتكرر جوابي على أسئلته المتعاقبة بالنفي، فظهرت على وجهه بوادر خيبة الأمل ونَدَب حظه العاثر لالتحاقي بسريته، ئم عبس وتولَّى وهو يقول: لماذا أصبحت ضابطاً؟! ولماذا اخترتَ سلاح الفرسان؟ ولماذا تعيش؟! الأفضل لك

أن تموت).


(١) من سيرة الراحل الكريم بخط يده ص ١٠، وانظر كتاب اللواء الركن محمود شيت خطاب (سيرته وترجمة حياته ومؤلفاته) للواء الركن يوسف بن إبراهيم السلوم ص ١٨ مكتبة العبيكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>