للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوماً (١)، وتوفي الوليد في الخامس عشر من جمادى الثانية من سنة ست وتسعين الهجرية (٢٥ شباط - فبراير ٧١٥ م)، فخلفه في الحكم أخوه سليمان بن عبد الملك الذي كان مستاء أيضاً من موسى، فتروي المصادر أنه حينما اقترب موسى من بلاد الشام، كتب إلى موسى، يأمره بتأخير وصوله إلى دمشق، حتى يموت الوليد، وبذلك يتسنى لسليمان الحصول على الكنوز التي جلبها موسى معه، وينال فخر الفتح لنفسه. ولكن موسى أهمل طلب سليمان، وتقدم إلى دمشق (٢). وكان سليمان بعث إلى موسى مَن لقيه في الطريق قبل قدومه على الوليد، يأمره بالتريث في مسيره، وألاّ يعجل، فإن الوليد بآخر رمقه، فقرأ موسى الكتاب، وقال: "خنت والله وغدرت وما وفيت! والله لا تربّصتُ ولا تأخّرت ولا تعجّلت! ولكني أسير بمسيري، فإن وافيته حيّاً لم أتخلّف عنه، وإن عجلت منيّته فأمره إلى الله"، فرجع الرسول إلى سليمان، فأعلمه (٣). وقد أبى موسى أن يتجاوب مع سليمان، لأن دِينه منعه من هذا التجاوب، فقدم على الوليد وهو حي، فسلم له الأخماس والمغانم والتّحف والذخائر، فلم يمكث الوليد إلا يسيراً بعد قدوم موسى حتى توفي، واستُخلف سليمان، فحقد عليه وأهانه (٤).

وقيل: إن موسى وصل إلى دمشق بعد وفاة الوليد، فقدم على سليمان حين ..............................................................


(١) فجر الأندلس (١٠٧)، ولم تكن مقابلة الوليد لموسى مقابلة حسنة بسبب تماديه في سياسته فى أثناء فتح الأندلس، وتباطؤه فى إطاعة أوامر الخلافة، أنظر ابن الأثير (٤/ ٥٦٦) والنويري (٢٢/ ٣٠) وابن الكردبوس (٥٠).
وانظر كذلك: Chr. ١٥٤. p. ١٤٩. (no.٤)
وسترد أسباب مقابلة الوليد لموسى بجفاء، وأسباب سحبه وسحب طارق معه من الأندلس إلى دمشق وشيكاً.
(٢) ابن الكردبوس (٥٠) والبيان المغرب (٢/ ٢٠) ونفح الطيب (١/ ٢٨٠ - ٢٨١).
(٣) الإمامة والسياسة (٢/ ٨٣)، وانظر البيان المغرب (٢/ ٢٥).
(٤) نفح الطيب (١/ ٢٦٢) و انظر تاريخ افتتاح الأندلس (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>