للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قاسية، أُطلق عليها معركة: السّواقي، ثبت المسلمون لهجوم القوط ثباتاً راسخاً، وصبروا على مقاومة الهجوم صبراً جميلاً، ثم ردّوا على هجوم القوط بهجوم مقابل، فانتصر المسلمون على القوط.

ويبدو أن اشتباك المسلمين بالقوط في معركة السواقي، شجع نفراً من بقايا القوط وأنصارهم في طليطلة على نقض طاعة المسلمين، فانتهزوا فرصة خروج طارق وجنده منها، ووثبوا بها، وسيطروا على مقاليدها، فاضطر موسى على استعادة فتحها من جديد، ودخولها دخول المنتصر.

وحين كان موسى محاصراً ماردة انتقضت إشبيلية من جديد، فوجه موسى ابنه إلى اشبيلية ففتحها للمرة الثالثة، ثم نهض إلى لَبْلَة (١)، وباجَة، ففتحهما أيضاً. وقد سار عبد العزيز بن موسى بعد ذلك على رأس جيشه لاستكمال فتح الأندلس غرباً: البرتغال حالياً، فكانت له فتوح في غربي الأندلس (٢)، وبذلك أبعد موسى الخطر الذي يهدد جناح قوات طارق الأيسر، بفتوح عبد العزيز بن موسى.

كما بعث موسى ابنه عبد الأعلى (٣) إلى جنوبي الأندلس وجنوب شرقي الأندلس، وكان ذلك بعد إستعادة فتح إشبيلية للمرة الثانية، فاستطاع عبد الأعلى أن يستعيد فتح مالَقَة وإلبيرة، وكان التعاون بين الأخوين في الفتح وثيقاً.

وكما أبعد موسى الخطر الذي يهدد جناح قوات طارق الأيسر بفتوح


(١) لبلة: قصبة كورة بالأندلس كبيرة، يتصل عملها بعمل أكشونبة، وهي شرق من أكشونبة وغرب من قرطبة، بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة أيام أربعة وأربعون فرسخاً، وبينها وبين إشبيلية إثنان وأربعون ميلاً، وهي بريّة بحرية غزيرة الفضائل والثمر والزروع والشجر، أنظر التفاصيل في معجم البلدان (١/ ٣١٩).
(٢) عبد العزيز بن موسى بن نصير: ترد ترجمته المفصّلة في كتابنا: قادة فتح الأندلس والبحار، وفيه تفاصيل فتوح عبد العزيز.
(٣) عبد الأعلى بن موسى بن نصير: ترد ترجمته المفصّلة في كتابنا: قادة فتح الأندلس والبحار، وفيه تفاصيل فتوح عبد الأعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>