للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زُرْعَة طريف بن مالك، وهو مسلم من البربر (١).

وعبر هذا الجيش الزّقاق، والزّقاق اسم يطلق أحياناً على المضيق بين الأندلس وشمالي إفريقية (٢)، من سبتة، بسفن يليان أو غيره، ونزل في جزيرة بالوما ( Isla de las Plomas) في الجانب الإسباني، وعُرفت هذه الجزيرة فيما بعد باسم هذا القائد: جزيرة طريف (٣) ( Tarifa) ومن ذلك الموقع، الذي اتخذه طريف وسريته الاستطلاعية القتالية قاعدة أمامية متقدمة، قام طريف وسريته بسلسلة من الغارات السريعة على الساحل الأندلسي الجنوبي بإرشاد يليان وصحبه، وأغار على الجزيرة الخضراء، فأصاب غنيمة كبيرة، ورجع سالماً في رمضان أيضاً سنة إحدى وتسعين الهجرية، فلما رأى الناس ذلك تسرّعوا إلى الغزو (٤)، وتشجعوا على فتح الأندلس. وخفت قوة من أنصار يليان وأبناء غيطشة لعون المسلمين، كما قامت تلك القوة بحراسة موقع إنزال المسلمين في جنوبي الأندلس، وكانت نتيجة الغارة الاستطلاعية التي قادها طريف، أن المسلمين غنموا مغانم كثيرة وسبياً عديداً، وقوبلوا بالإكرام والترحيب، وشهدوا كثيراً من دلائل خصب الجزيرة وغناها، وعادوا في أمنٍ وسلام. وقصّ قائدهم طريف على موسى نتائج رحلته، فاستبشر بالفتح، وجدّ في أهبة الفتح، كما تشجع موسى وأخذ يستعد لإرسال حملة عظيمة تقوم بالفتح المستدام (٥).

لقد كانت مهمة سرية طريف، مهمة استطلاعية، هدفها الحصول على


(١) نفح الطيب (١/ ١٦٠ و ٢٢٩ و ٢٣٣ و ٢٥٣) والروض المعطار (٨ و ١٢٧) والبيان المغرب (٢/ ٥).
(٢) تاريخ الأندلس (١٣٠) نصّ ابن الشباط، والروض المعطار (٨٣ و ١٢٧) ومقدمة ابن خلدون (١/ ٤٢٧) ونفح الطيب (١/ ١٢٧ و ١٢٩ و ١٤٥ و ٢٢٩ و ٢٣٢ و ٢٤٥ و ٢٥٢).
(٣) دولة الإسلام في الأندلس (١/ ٤٠) وفجر الأندلس (٦٧)، وانظر الفتح والاستقرار العربي والإسلامي في شمالي إفريقيا والأندلس (١٦٢).
(٤) ابن الأثير (٤/ ٥٦١).
(٥) Saavedra. OP. Cit. PP. ٦٤

<<  <  ج: ص:  >  >>