أسلوب الدفاع في حربه. وكان يطبق مبدأ المباغتة، ولعلّ عبوره في سفن يُليَان، أو سفن التجار الذين يعملون مع يليان، كان الهدف منه مباغتة القوط بالعبور، وهم يظنون أن السفن تعود للتجار الموالين لهم، ولا تعود للمسلمين الفاتحين، إذ من المعلوم، أن موسى بن نصير، كان يمتلك كثيراً من المراكب والسفن التي يستغنى بها عن سفن يليان وأتباعه، ولكن موسى استفاد من سفن يليان لإخفاء العبور، ولمباغتة القوط في الساحل الأندلسي بالعبور وبالإنزال.
وكان يطبق مبدأ: تحشيد القوة، ويستغل طاقات رجاله كافة، في تحقيق هدفه في الاستطلاع والفتح.
وكان يطبق مبدأ: الاقتصاد في المجهود، فيعرف هدفه، ويستعمل القوة المناسبة لتحقيق هدفه، دون إفراط ولا تفريط.
وكان يحرص أعظم الحرص على تطبيق مبدأ: الأمن فلا نعرف أن العدو استطاع مباغتة قواته، وقد استطاع أن يباغت عدوّه في عمليته الاستطلاعية، فحقق هدفه، وغنم غنائم كبيرة نسبياً، وعاد إلى قاعدته سالماً.
وكان يطبق مبدأ: المرونة، فكانت خططه قابلة للتطوير والتحوير عند الحاجة، وكانت قابليته على الحركة جيدة للغاية.
وكان يضع مبدأ: التعاون، نصب عينيه، فهو ييسِّر التعاون الوثيق بين رجاله أفراداً وصُنوفاً، وهو يتعاون مع يليان ورجاله ويسهّل التعاون بينهم وبين رجاله، وهو يتعاون مع قيادته العليا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وكان يعمل على: إدامة المعنويات، بالعقيدة الراسخة، والقيادة الحصيفة، والانتصارات المتعاقبة، لأنه يعلم حق العلم، أن الرجال الذين يتمتعون بالمعنويات العالية، ينتصرون على الرجال الذين يعيشون بمعنويات منهارة.
وكان يهتم: بالأمور الإدارية، فالجندي يمشي على بطنه، والمقاتل لا يصبر طويلاً على الجوع والعطش، ولا على نقص الأمور الإدارية ملبساً