للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمح بن مالك الخَوْلاني، ثمّ الحَيَّاوِي، أمير الأندلس (١)، وقد ذكرنا نسبته إلى خَوْلان، والحياوي نسبة إلى الحَيا، بطن من خَوْلان (٢).

ولا نعلم شيئاً عن أولاده وعائلته، فليس لهم ذكر في المصادر التي تتحدّث عنه وتذكره، وقد ذُكر أحد أحفاده وهو إسحاق بن قاسم بن سَمُرَة بن ثابت بن نَهْشَل بن مالك بن السَّمحْ بن مالك الخَوْلانِيّ، سكن قُرْطُبَة، أصله من الجزيرة، وكان معلِّماً، مما يدلّ على بقاء عقب السَّمح في الأندلس.

ولكن تعريفه بأنّ أصله من الجزيرة غامض، فهذا التعبير في المصادر الأندلسية يختلف عنه في المصادر المشرقية، فقد يعني في المصادر المشرقية أنّه من جزيرة العرب أو من الجزيرة التي هي بين نهري الفرات ودجلة، أو من جزيرة ابن عمر، بينما قد يعني في المصادر الأندلسيّة أنّه من الجزيرة الخضراء، أو من جزيرة طَريف، ولا يمكن معرفة تلك الجزيرة إلاّ بالنص عليها. وقد تتبعت وصف ابن حزم الأندلسي في كتابه: جمهرة أنساب العرب، تعبير: "أصله من الجزيرة"، فقد ورد تعبير الجزيرة، عشرين مرّة في هذا الكتاب، وهو يريد بهذا التعبير الجزيرة التي بين نهري الفرات ودجلة، وتُعرف بـ: الجزيرة، ووصفها وحدودها معروفة في كتاب البلدانيين العرب، وهي الجزيرة التي بين النهرين. ومعنى ذلك، أنّ أصل السَّمح من الجزيرة التي تقع بين النهرين: الفرات ودجلة.

وقد ذكرنا المناسبة التي عرف بها عمر بن عبد العزيز السّمح، فلمّا تولى عمر الخلافة، ولّى السَّمح على الأندلس، وقد ذكرنا تاريخ توليته.

ولمّا ولّى عمر بن عبد العزيز السَّمح على الأندلس، أمره أن يحمل الناس على طريق الحق، ولا يعدل بهم عن منهج الرِّفق، وأن يُخَمِّس ما غلب عليه من أرضها وعقارها، ويكتب إليه بصفة الأندلس وأنهارها، وكان رأي عمر بن


(١) جذوة المقتبس (٢٧٤) وبغية الملتمس (٢٦٥) واللباب (١/ ٣٣١).
(٢) الأعلام (٣/ ٢٠٣).
(٣) تاريخ علماء الأندلس (٧٢) وجمهرة أنساب العرب (٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>