لجائزة الملك فيصل التقديرية بتاريخ ٤ شعبان ١٤١٩ هـ، وكذلك أصدرت جامعة الإيمان نفس التوصية، وكان المتوقع أن تصدر توصيات أخرى وعن جامعات أخرى في هذا الشأن ولكن سبق قدر الله، واختاره مولاه إلى جواره، وتوقف كل بحث في أمر الترشيح، وكان رحمه الله أحق من يكرم بهذه الجائزة.
ويشاء الله أن تتوالى محن الأمة الإسلامية بفقد علمائها العاملين ووفاة شيوخها الأبرار ورحيل قممها العلمية الشامخة، فبعد وفاة العلامة الخطاب بشهرين توفى مفتي المملكة العربية السعودية العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز حيث وافته المنية بتاريخ ٢٧ محرم عام ١٤٢٠ هـ، وبعد خمسة أسابيع وبتاريخ ٤ ربيع الأول من نفس العام توفي العلامة الأديب القاضي الشيخ علي الطنطاوي. وبعد أسبوعين من هذا التاريخ توفى فقيه العصر وعالم الأمة الشيخ مصطفى الزرقا حيث وافته المنية بتاريخ ١٩ ربيع الأول عام ١٤٢٠ هـ، وبعد هذا التاريخ بأسبوع كذلك توفى العالمان الجليلان الشيخ مناع القطان عميد قسم الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، والشيخ عطية سالم مدرس الحرم النبوي الشريف حيث لقيا وجه الله الجليل بتاريخ ٦ ربيع الآخر عام ١٤٢٠ هـ.
وفي نفس المدة توفى الأديب الشاعر الداعية الشيخ محمد المجذوب.
وهكذا ... وفي شهور قليلة ... فجعت الأمة الإسلامية بوفاة هذه الكوكبة من العلماء والفقهاء والدعاة والأدباء والقادة من أعلام القرن العشرين. وفجيعة الأمة بالعلماء والمفكرين لا تعوَّض - إلا أن يشاء الله-، خاصة هذا الزمان الذين قل فيه العلماء العاملون والدعاة المخلصون، وإنها لثلم في حياة الأمة لا تُرتَق إلى يوم القيامة، -كما أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم -. رحمهم الله رحمة واسعة، وأجزل مثوبتهم، وتقبلهم في عباده الصالحين،