للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحرسها، فأرسم في يمين الرّجل اسمه، وفي يساره: حَرَسِي، ليُعْرَفوا بذلك من بين سائر الناس، فإذا وقفوا على أحد، أسرع لِمَا أمرتُ به"، فلما سمعوا ذلك منه، أعني حَرَسه، اتفقوا على قتله، وقالوا: "جعلنا بمنزلة النصارى"، فلما خرج من داره إلى المسجد لصلاة المغرب، قتلوه في مصلاّه (١).

وولّى يزيد بن عبد الملك، بِشْرَ بن صفوان الكلبي خلفاً ليزيد بن مسلم، فضرب عنق عبد الله بن موسى بن نصير بيزيد، وذلك أنه اتُهم بقتله وتأليب الناس عليه (٢)، وهذا يدل على أن بشر بن صفوان، حقّق في أمر اغتيال يزيد بن مسلم، فوجد أن عبد الله بن موسى كان أحد المؤلِّبين على قتله، أو من أبرز المؤلِّبين، خاصة وأن بشر بن صفوان استصفى بقايا آل موسى بن نصير، ثم وفد على يزيد بن عبد الملك، فألفاه قد هلك (٣).

وهذه الرواية أقرب إلى التصديق، ومعنى ذلك أن عبد الله قد قُتل سنة ثلاث ومائة الهجرية (٧٢١ م)، وهي السنة التي تولى فيها بشر بن صفوان إفريقية والمغرب (٤).

لقد كان عبد الله والياً على إفريقية والمغرب لمدة أربع سنوات ابتداء من سنة ثلاث وتسعين الهجرية (٧١٢ م) حتى سنة سبع وتسعين الهجرية (٧١٥ م). بصورة مستقلة، وكان السّاعد الأيمن لأبيه موسى بن نصير منذ تولية إفريقية والمغرب حتى غادرهما إلى الأندلس فاتحاً، ولاّه أبوه موسى من سنة ثلاث وتسعين الهجرية إلى سنة خمس وتسعين الهجرية (٧١٤ م)، وأقرّه سليمان بن عبد الملك عليها بعد استدعاء أبيه موسى من الأندلس إلى دمشق سنة خمس وتسعين الهجرية، حتى عزله سنة سبع وتسعين الهجرية (٥)، فكان إدارياً


(١) البيان المغرب (١/ ٤٨).
(٢) البلاذري (٣٢٣ - ٣٢٤).
(٣) البيان المغرب (١/ ٤٩).
(٤) البيان المغرب (١/ ٤٩).
(٥) تاريخ خليفة بن خياط (١/ ٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>