للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراضي قشتالة مرة أخرى، وزحف على مدينة القبذاق الواقعة جنوب غربي جيَّان، ودخل قصبتها وتملكها، وأسكن المسلمين.

واستمر محمد بن محمد بن الأحمر، أو محمد الفقيه في حكم غرناطة أعواماً أخرى، وهو ثابت العهد، مقيم على صداقة بني مرين، ومما هو جدير بالذكر أنه قبيل وفاته بقليل، عقد معاهدة صلح وتحالف مع ملك أراغون خايمي الثاني ضدّ قشتالة، وذلك تجديداً وتعديلاً لمعاهدة صلح وتحالف سابقة مع ملك أراغون خايمي الثاني كانت قد عقدت بين الطرفين في سنة (٦٩٩ هـ - ١٢٩٩ م)، وقد نُصَّ في هذه المعاهدة الجديدة على عقد: (صلح ثابت وصحبة ثابتة صادقة) وأن يلتزم كل من الفريقين عدم الإضرار بالآخر على يد أحد من رعاياه، وأن تكون أراغون معادية لأعداء غرناطة سواء من المسلمين أو قشتالة، وأن يُفتَح بلد كل من الفريقين لمن يقصده من تجار البلد الآخر مؤمنين على أنفسهم وأموالهم، وأخيراً يتعهّد ملك غرناطة بمعاونة أراغون ضد ملك قشتالة، وألا يعقد معه صلحاً إلاّ بموافقة حليفه، ويتعهد ملك أراغون لسلطان غرناطة بمثل ما تقدم، كما يتعهد السلطان بمعاونة حليفه بفرسان من عنده في أرض مرسية إذا احتاج إلى هذا العون، وألاّ يعترض سلطان غرناطة على ما يأخذه ملك أراغون من أراضي قشتالة، إلاّ المواضع التي كانت لغرناطة، فهذه تردّ إليها. وقد وقِّعت هذه المعاهدة في أواخر ربيع الثاني سنة (٧٠١ هـ - ٣١ ديسمبر كانون الأول - ١٣٠١ م) (١). ولم يمض على عقد هذه المعاهدة نحو ثلاثة أشهر حتى توفي السلطان محمد الفقيه في شعبان سنة (٧٠١ هـ - مايو - ١٣٠٢ م) بعد أن حكم أكثر من ثلاثين عاماً، وقد زاد ملك بني الأحمر في عهده توطداً واستقراراً، بالرغم مما توالى عليه من الأحداث والخطوب. وكان وزيره في آخر عهده الكاتب والشاعر الكبير أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن الحكيم اللخمي،


(١) أنظر الوثيقة في: محفوظات التاج الأراغوني، برقم ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>