للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلب في خطاب أرسله إلى ملكي قشتالة، أن تكون المفاوضات سرية حتى تتحقق غايتها المرجوّة، وذلك خشية انتفاض الشعب الغرناطي ونزعاته، هذا إلى أن الوزيرين الغرناطيين كتبا إلى ملكي قشتالة خطاباً يؤكدان فيه إخلاصهما وولاءهما واستعدادهما لخدمتهما حتى تتحقق رغباتهما كاملة، وفي ذلك كله ما يلقي ضوءاً واضحاً على الموقف المريب الذي وقفه أبو عبد الله ووزراؤه من مسألة التسليم (١). واستمرت المفاوضات بضعة أسابيع، وانتهى الفريقان إلى وضع معاهدة للتسليم وافق عليها الملكان، ووقعت في (اليوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني - نوفمبر سنة ١٤٩١ م - محرم سنة ٨٩٧ هـ).

وقد تضمنت هذه الوثيقة الشهيرة، التي قرّرت مصير آخر القواعد الأندلسية ومصير الأمة الأندلسية، شروطاً عديدة بلغت ستاً وخمسين مادة. وقد لخّصت لنا الرواية الإسلامية معظم محتوياتها مع شيء من التحريف (٢). ولكننا ننقل إلى العربية محتويات هذه المعاهدة عن نصوصها القشتالية الرسمية في توسع وإفاضة، وهذه هي مضمون المحتويات:

أن يتعهد ملك غرناطة، والقادة، والفقهاء، والوزراء، والعلماء، والناس كافة، سواء في غرناطة والبيازين وأرياضهما، بأن يسلّموا طواعية واختياراً، وذلك في ظرف ستين يوماً تبدأ من تاريخ هذه المعاهدة، قلاع الحمراء والحصن، وأبوابها وأبراجها، وأبواب غرناطة والبيازين، إلى الملكين الكاثوليكيين، أو أي مَن يندبانه من رجالهما، على ألاّ يسمح لنصراني أن يصعد إلى الأسوار القائمة بين القصبة والبيازين، حتى لا يكشف أحوال


(١) تحفظ الصورة القشتالية لهذه الخطابات ضمن مجموعة فرناندو دي ثافرا ببلدية غرناطة، وقد نشرها Garrido Atienza في مجموعة الوثائق الخاصة بتسليم غرناطة المسماة Para la Entrega de Granada (Granada ١٩١٠) P. ٢٠٠-٢١٤ Las Capitulocibnes.
(٢) أخبار العصر (٤٨ - ٥٠) ونفح الطيب (٢/ ٦١٥ - ٦١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>