المسلمين، وأن يعاقب مَن يفعل ذلك. وضماناً لهذا التسليم، يقدم الملك المذكور مولاي أبو عبد الله والقادة المذكورون، إلى جلالتيهما، قبل تسليم الحمراء بيوم واحد، خمسمائة شخص صحبة الوزير ابن كماشة، من أبناء وأخوة زعماء غرناطة والبيازين، ليكونوا رهائن في يديهما لمدة عشرة أيام، تصلح خلالها الحمراء. وفي نهاية هذا الأجل يرد أولئك الرهائن أحراراً. وأن يقبل حلالتهما، ملك غرناطة وسائر القادة والزعماء وسكان غرناطة والبشرات وغيرهما من الأراضي، رعايا وأتباعاً تحت حمايتهما ورعايتهما "١".
وأنه حينما يرسل جلالتهما رجالهما لتسلم الحمراء المذكورة، فعليهم أن يدخلوا من باب العشاء ومن باب نجدة، ومن طريق الحقول الخارجية، وألاّ يسيروا إليها من داخل المدينة، حينما يأتون لتسلمها وقت التسليم "٢".
وأنه متى تم تسليم الحمراء والحصن، يردّ إلى الملك المذكور مولاي أبي عبد الله ولده المأخوذ رهينة لديهما، وكذلك سائر الرهائن المسلمين الذين معه، وسائر حشمه الذين لم يعتنقوا النصرانية "٣".
ويتعهد جلالتهما، وخلفاؤهما إلى الأبد، بأن يترك الملك المذكور أبو عبد الله والقادة، والوزراء، والعلماء، والفقهاء، والفرسان، وسائر الشعب، تحت حكم شريعتهم، وألاّ يؤمروا بترك شيء من مساجدهم وصوامعهم، وأن تترك لهذه المساجد مواردها كما هي، وأن يُقْضَى بينهم وفق شريعتهم وعلى يد قضاتهم، وأن يحتفظوا بتقاليدهم وعوائدهم "٤".
وألاّ يؤخذ منهم خيلهم أو سلاحهم الآن أو فيما بعد، سوى المدافع الكبيرة والصغيرة، فإنها تسلم "٥".
وأنه يحق لسائر سكان غرناطة والبيازين وغيرهما، الذين يريدون العبور إلى المغرب، أن يبيعوا أموالهم المنقولة لمن شاءوا، وأنه يحق للملكين شراءها بمالهما الخاص "٦".
وأنه يحق للسكان المذكورين، أن يعبروا إلى المغرب، أو يذهبوا أحراراً