علي بن نصر، رضيت وقبلت جميع ما في هذا المكتوب الثابت وتقبل بيدي إلى أضيافي السلطان والسلطانة مُدَّ لي هناكما".
وتوفيت زوجته قبل رحيله، فلم يحل هذا الرزء دون مضيّه في اتخاذ أهبة الرحيل، وفي أوائل شهر تشرين الأول - أكتوبر سنة (١٤٩٣ م) غادر أبو عبد الله الوطن في غمرة من الحسرات والأسى، وجاز إلى المغرب بأسرته وأمواله وحشمه، من ثغر أدرة الصغير الواقع جنوبي برجة، في سفينة كبيرة أُعدّت لرحيله، وعبر في نفس الوقت من ثغر المنكب عدد كبير من الوزراء والقادة والأكابر، في صحبته ممن آثروا الرحيل، وبلغ جميع الذين عبروا مع الملك المخلوع ألفاً ومائة وثلاثين شخصاً (١).
(١) Lafuente Alcantra, ibid; V. ١١١. P. ٨١.، ويقول صاحب أخبار العصر: إنَّ الذين رحلوا مع أبي عبد الله بلغوا نحو سبعمائة فقط.