للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاونته. وكان ذلك في أوائل سنة (١٦٠٨ م - ١٠١٧ هـ) (١). وهنا أرسل الموريسكيون في بلنسية، رسلهم إلى مولاي زيدان، يوضحون له سهولة غزو إسبانيا ومحاربتها، وأنهم على استعداد ليقدموا له مائتي ألف مقاتل، متى أقدم على الغزو وفتح أحد الثغور الإسلامية الهامة، ولكن السلطان زيدان لم يحفل بهذا العرض، وأجاب الرسل بأنه لن يحارب خارج بلاده (٢). واستجاب فيليب لدعوة الشيخ، وأرسل معه بعض سفنه إلى شاطئ المغرب، واستولى الإسبان على ثغر العرائش، فاشتد السخط على الشيخ، وانفض عنه كثير من أنصاره، ومازال الشيخ في مغامراته حتى قتل على مقربة من تطوان سنة (١٠٢٢ هـ - ١٦١٣ م)، وانتهى بذلك أمره (٣). واستمر السلطان زيدان حتى وفاته في سنة (١٠٣٧ هـ - ١٦٢٧ م) أعني بعد نفي الموريسكيين بنحو تسعة عشر عاماً، في كفاح دائم مع إسبانيا. وحدث خلال هذا الكفاح ذات مرة في سنة (١٦١٢ م) أن غنمت السفن الإسبانية في مياه المغرب، على شاطئ الأطلنطي فيما بين آسفي وأغادير، مركباً لمولاي زيدان شحنت بالتحف، وفيها ثلاثة آلاف سفر من كتب الدين والآداب والفلسفة (٤)، وكان مولاي زيدان قد غادر مراكش تحت ضغط الحوادث، وركب البحر ملتجئاً إلى الجنوب، وحمل معه مكتبته الثمينة وتحفه، فانتهبها الإسبان على هذا النحو، وحملت هذه الكتب إلى إسبانيا، وضمت فيما بعد إلى مجموعة الكتب الأندلسية بقصر الإسكوريال (٥).


(١) الاستقصا (٣/ ١٠٢).
(٢) Dr Lea: The Moriscos; P. ٢٨٩-٢٩٠.
(٣) الاستقصا (٣/ ١٠٦).
(٤) الاستقصا (٣/ ١٣٠).
(٥) نهاية الأندلس (٣٦٢ - ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>